الجيش الباكستاني يعلن مقتل 8 مسلحين على الحدود مع أفغانستان
الجيش الباكستاني يعلن مقتل 8 مسلحين على الحدود مع أفغانستان
أعلن الجيش الباكستاني، عن مقتل 8 مسلحين وإصابة 4 آخرين خلال عملية عسكرية نفذتها قواته عند الحدود مع أفغانستان، وذلك في منطقة حسن خيل الواقعة بمقاطعة شمال وزيرستان، التابعة لإقليم خيبر بختونخوا شمالي البلاد، والتي تُعد واحدة من أبرز بؤر التوتر الأمني قرب الحدود الأفغانية.
وأوضح بيان صادر عن الجيش الباكستاني، اليوم الاثنين، أن قوات الأمن تمكنت من رصد تحركات مشبوهة لمجموعة مسلحين في أثناء محاولتهم التسلل من الأراضي الأفغانية إلى داخل باكستان، و"تم التعامل معهم على الفور"، بحسب تعبير البيان.
وأشار الجيش الباكستاني في بيانه، إلى أن اشتباكًا مسلحًا عنيفًا اندلع بين الجانبين أسفر عن "إفشال محاولة التسلل وتصفية ثمانية إرهابيين".
وأكد الجيش أن العمليات العسكرية لا تزال جارية في المنطقة، بهدف تطهيرها من أي عناصر متبقية، في إطار حملة مستمرة لاحتواء تصاعد العنف المسلح قرب الحدود.
مطالبات بضبط الحدود
وجددت باكستان عبر البيان دعواتها للحكومة الأفغانية المؤقتة التي تقودها حركة "طالبان"، بـ"ضرورة ضبط الحدود من الجانب الأفغاني"، ومنع استخدام أراضيها "كنقطة انطلاق لتنفيذ هجمات إرهابية تستهدف الداخل الباكستاني"، مشددة على ضرورة التزام كابل بتعهداتها الأمنية السابقة.
وتأتي هذه العملية الأمنية وسط تصاعد واضح في وتيرة الهجمات الإرهابية داخل باكستان، حيث كشف تقرير صادر عن معهد باكستان لدراسات النزاعات والأمن عن ارتفاع بنسبة 42% في عدد الهجمات المسلحة خلال شهر يناير 2025 مقارنة بديسمبر 2024، في مؤشر يسلط الضوء على تدهور الوضع الأمني في البلاد.
وبحسب التقرير، سُجّل ما لا يقل عن 74 هجومًا مسلحًا في أنحاء البلاد خلال يناير، أسفرت عن مقتل 91 شخصًا، من بينهم 35 من قوات الأمن، و20 مدنيًا، و36 مسلحًا. كما أصيب 117 شخصًا بجروح، غالبيتهم من المدنيين ورجال الأمن.
تحديات أمنية مستمرة
وتواجه باكستان تصاعدًا مقلقًا في التهديدات الأمنية منذ عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان عام 2021، في وقت تتهم فيه إسلام أباد جماعات متطرفة مثل "تحريك طالبان باكستان" باستخدام الأراضي الأفغانية كملاذ آمن لتخطيط وتنفيذ هجمات عبر الحدود.
ويضع هذا التصعيد الحكومة الباكستانية أمام تحديات أمنية مزدوجة، تتمثل في ضبط الحدود، ومواجهة عودة الجماعات المسلحة إلى النشاط، خصوصًا في المناطق القبلية المضطربة القريبة من الحدود الأفغانية، ما يفرض ضغوطًا متزايدة على الأجهزة الأمنية والعسكرية.